Innovative and unprecedented media outlet in the MENA region

يسلّط شهر التوعية بسرطان الثدي الضوء في شهر أكتوبر من كل عام على أحد أبرز التحديات الصحية التي تواجه النساء في دول مجلس التعاون الخليجي، حيث يُعدّ سرطان الثدي أكثر أنواع السرطان شيوعاً بين النساء في المنطقة، ويشكّل نسبة كبيرة من إجمالي حالات السرطان بين الإناث. ففي دولة الإمارات العربية المتحدة، يمثل أكثر من ثلث جميع حالات السرطان بين النساء، في حين يشكل في المملكة العربية السعودية نحو 28–30%، ما يبرز الحاجة الملحّة إلى مواصلة جهود التوعية والكشف المبكر والوقاية.

وفي ظل هذه الإحصاءات، تشارك الدكتورة إيريكا كينغ، خريجة جامعة سانت جورج (دفعة 2019) والمتخصّصة في جراحة أورام الثدي، خمس نصائح أساسية لصحة الثدي يجب على كل امرأة في دول مجلس التعاون معرفتها، حيث أن المعرفة والكشف المبكر والرعاية الاستباقية يمكنها أن تساهم في الحفاظ على حياة النساء.

تعرّفي على ما هو طبيعي بالنسبة لك

إن فهم ما يُعتبر "طبيعياً" في الجسم هو الخطوة الأولى نحو الكشف المبكر. تُنصح النساء بإجراء فحص ذاتي للثدي شهرياً والانتباه إلى أي تغييرات، مثل ظهور كتل أو تورم أو تجعّد في الجلد أو إفرازات غير طبيعية. قد لا تعني هذه الأعراض بالضرورة وجود سرطان، لكنها مؤشرات تستحق المتابعة. ويبدأ الكشف المبكر بالوعي الذاتي، فملاحظة التغييرات الطفيفة يمكن أن تكون الفارق بين اكتشاف الحالة في مراحلها الأولى أو تفويت علامات التحذير.

احرصي على الفحوصات الدورية

تُعدّ الفحوصات الدورية، مثل تصوير الثدي الشعاعي (الماموغرام) والفحوصات السريرية، من أكثر الوسائل فعالية لاكتشاف سرطان الثدي قبل ظهور الأعراض. وغالباً ما تُنصح النساء فوق سن الأربعين بإجراء تصوير الثدي سنوياً، في حين قد تحتاج من لديهن عوامل خطر أعلى إلى البدء في سنّ مبكرة. فمن خلال الكشف المبكرـ غالباً قبل ظهور أي أعراض، تزيد هذه الفحوصات من فرص نجاح العلاج وتحقيق التعافي على المدى الطويل. إضافةً إلى ذلك، تمنح الفحوصات النساء راحة البال، وتعزّز الثقة في العلاقة مع الطبيب، وتمكّنهن من عيش حياة أكثر صحة وطمأنينة.

انتبهي إلى التاريخ العائلي

إذا كانت والدتك أو شقيقتك أو إحدى قريباتك المقربات قد أُصبن بسرطان الثدي أو المبيض، فقد يكون لديكِ احتمال أعلى للإصابة. في مثل هذه الحالات، يمكن أن تساعد الفحوصات الجينية والفحوصات الدورية المتكررة في توفير وضوح أكبر.

إن معرفة التاريخ العائلي لا تعني العيش في خوف، بل امتلاك الأدوات التي تمكّنك من السيطرة على صحتك. ومع التقدّم في مجال الاستشارات الوراثية اليوم، تستطيع النساء اتخاذ قرارات واعية بشأن الوقاية والتدخّل المبكر.

اتبعي أسلوب حياة صحي

رغم أن العوامل الوراثية والعمر تساهم بدورها، فإن أسلوب الحياة يُعدّ من أقوى العوامل المؤثرة في صحة الثدي. الحفاظ على وزن صحي، وممارسة النشاط البدني بانتظام، والحدّ من استهلاك الكحول يمكن أن تقلّل جميعها من المخاطر. عادات بسيطة مثل تناول الفواكه والخضروات بانتظام، وتقليل الأطعمة المُصنّعة، والالتزام بالحركة اليومية تُحدث فرقاً كبيراً مع مرور الوقت، إذ أن الوقاية لا تتطلب الكمال، وإنما المواظبة.

استمعي إلى جسدك

لا يظهر سرطان الثدي دائماً على شكل كتل واضحة. في بعض الأحيان تكون العلامات على شكل ألم مستمر، أو تورّم، أو تغيّر في حجم الثدي أو في ملمس الجلد، وهي مؤشرات تستدعي الانتباه. وإن الإصغاء إلى جسدك والتصرّف وفقاً لما يخبرك به هو من أقوى أشكال الدفاع الذاتي التي يمكن للمرأة ممارستها.

الصحة نتاجٌ لالتزام مدى الحياة يقوم على الوعي والوقاية والعناية الذاتية. ورغم أن الإحصاءات قد تبدو مقلقة، فإن الحقيقة تحمل جانباً مشرقاً، فالكشف المبكر والخيارات الواعية ينقذان الأرواح.

لكل امرأة القدرة على التحكم في صحتها، سواء من خلال الفحوصات المنتظمة، أو تبنّي العادات الصحية، أو ببساطة عبر الإصغاء إلى جسدها. وفي شهر التوعية بسرطان الثدي هذا، لنتجاوز مرحلة الوعي إلى الفعل، لأنه عندما تعطي النساء الأولوية لصحتهم، فإنهن يحمين أنفسهن والأجيال القادمة.